أهلا بكم متابعي مدونة مقالات الأعزاء في مقالنا لنهار اليوم سنتحدث عن " القبطان " تميمة كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي بمجرد الكشف عنها أدت إلى حدوث جدل واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، تابع معنا هذا المقال لتعرف ما هو الخلل في التميمة الجزائرية ؟
المراجعة التقنية لتميمة كأس إفريقيا لللاعبين المحليين
تميمة الأحداث الرياضية هي نموذج حركي لشخصية ثلاثية الأبعاد " Animated 3d character model " و يتم تهيئته رقميا لغرض تجسيده على أرض الواقع ، في عملية تسمى Gyroscopic optimization .
النمذجة و التجسيد
يتم على شطرين هما :
- المعالجة الرقمية digital process
- المعالجة الفيزيائية physical process .
و في كلا الشطرين ، تم ارتكاب مجموعة أخطاء ، سنتطرق لها بالمختصر المفيد ..
أولا digital process
فيه مرحلتين أساسيتين هما:
3d modeling
3d rendering
بالإضافة إلى ال 3d animation و لكنها عملية إضافية و هي تحصيل حاصل للعمليتين السابقتين ..
ال 3D modeling ، أو النمذجة ثلاثية الأبعاد تبدأ بخطوة أولى مهمة و هي تحديد الاسقاط الفيزيائي physical projection
في هذه الحالة لدينا فنك في هيئة لاعب كرة قدم ، أي إدماج بايوميكانيكي ، و بالتالي الاسقاط هنا يكون أنثروبوليجي ، نعتقد أن الخطأ الأول الذي تم ارتكابه في هذه المرحلة هو عدم تحديد الاسقاط الفيزيائي بشكل صحيح ، حيث تم إعتماد الاسقاط الميكانيكي المعياري standard projection و هذا واضح على الشكل العام من خلال الأنيمايشن في الفيديو الاعلاني ، حركة محدودة جدا و غير مركزة ..
الخطأ الثاني الذي تمت ملاحظته في هذه المرحلة هو اختيار تقنية النمذجة السطحية ، إذا سألت أي modeler عن " قبطان " ، سيخبرك أنه تم تصميمه بتقنية البوليغونز polygons , و هي تقنية قاعدية في التصميم ثلاثي الأبعاد لا يمكن تماما اعتمادها في تصميم ال 3D characters ، و يمكن ملاحظتها بالعين المجردة في وجود بعض الزوايا الحادة في غير مكانها الأصلي و خلل في التناظر المحوري الذي تتميز به الكائنات الحية على العموم ..
أفضل التقنيات التي كان من المفترض العمل بها
هما تقنيتا ال Subdivision أو NURBs فهي تعطيك حرية أكبر في صناعة ال Curved perspective ، الذي يحسن من الشكل العام و الآنيمايشن في ما بعد بشكل خاص ، و أفضل مثال عن هذا هو التميمة القطرية لعيب ، " الشبح " الذي صمم ليتحرك بانسيابية عالية وفق دقة هندسية ذكية و بسيطة جدا .
المرحلة الثانية من هذا الشطر هي ال 3d rendering , و هي عملية تحويل النموذج الجيومتري إلى تصور حقيقي photorealistic ، و ذلك من خلال تطبيق هندسة ثنائية الأبعاد 2D على نموذج ثلاثي الأبعاد.
و كل هذا يتم وفق عمليتين :
- العملية الأولى ال texturing
و هي تحويل عناصر غرافيكية يقوم بصناعتها graphic designer إلى عناصر ثلاثية الأبعاد بواسطة ال 3D renderer ، و هي مرحلة تم إهمالها تماما في تصميم قبطان، حيث يمكنك ملاحظة ذلك في التموضوع الثنائي الأبعاد لبعض العناصر الڨرافيكية كشعار الكان و الكتابات بالإضافة إلى تطبيق ال texturing السطحي على أجزاء من المفترض أن يتم نحتها هندسيا في مرحلة ال modeling لتقوم بإعطاء المنظور التصوري الكامل للشكل .
- العملية الثانية و هي ال materials implementation
و هي عملية تطبيق أنماط ثلاثية الأبعاد مصغرة
Micro-3D patterns على الشكل الهندسي من اجل إظهار المواد الأولية و الثانوية للنموذج الثلاثي الأبعاد ، الشيء الايجابي الوحيد هو " الفرو " الذي تم وضعه بنمط مناسب و واضح ، بينما الأجزاء التفصيلية الأخرى كعناصر الوجه و الأطراف يمكن تمييزها كعناصر غرافيكية و ليست كنمط تصوري حقيقي ، و هذا خطأ مبتدئين .
ثانيا : ال physical process
هنا يأتي التجسيد الفعلي للنموذج على أرض الواقع ،
و هنا وقعت الكارثة الكبرى ، في ظل مئات التقنيات و الطرق ، تم إختيار التقنية الأسهل و الأقل تكلفة و الأسرع من حيث التنفيذ ( طبعا لأنها الجزائر ) و هي 3D printing التي تعرفونها جميعا ، ال 3d printing هي عملية نحت رقمية تسمح لك بالحصول على شكل مجسمي و ليس الشكل الحقيقي الكامل ، و لا يمكنك تماما الإعتماد عليها وحدها في صناعة تميمة رياضية ، حتى و إن قمت تطبيق اشغال يدوية عليها كالتلوين و النحت اليدوي .. الأمر ليس منطقي تماما لصناعة نموذج فيزيائي جاهز .
لتجسيد مشروع من هذا النوع ستحتاج على الأقل 4 مهندسين يستخدمون على الأقل 12 إلى 15 آلة مختلفة بتكنولوجيات مختلفة كلها تم تجاهلها في إنجاز تميمة قبطان.
1- industrial engineer
و مهمته القيام بتحديد المواد الأولية و الثانوية للانجاز ، و كثافتها ، و شروط تطبيقها على الشكل العام ، بالإضافة إلى صناعة خوارزمية تقوم بترجمة الأكواد الرقمية داخل ملفات النموذج و تنظيمها و تصنيفها لكل آلة أو ناحتة رقمية حسب كل طبقة ، و ايضا يقوم بوضع خارطة هندسية لكل هذا أو ما يعرف ب Build mapping
و هدفه الأول و الأخير إعطاء نموذج واقعي لأبعد الحدود .
2- textile engineer
و هو أهم مورد بشري في هذه العملية ، و مهمته تحويل الأجزاء الغرافيكية داخل نظام ال texturing إلى تعليمات برمجية تستخدمها الطابعة ثلاثية الأبعاد بالتنسيق مع آلات الخياطة الرقمية لتجسيد الملابس الخاصة بالتميمة ، بالإضافة إلى دمجها مع الخارطة الهندسية build mapping التي وضعها المهندس الصناعي .
3- biomechanics engineer
حيث تكمن مهمته في تحديد النقاط الأنتروبوميترية التي تحدثنا عنها في الأعلى و إنشاء ما يسمى بالهندسة الحركية للنموذج المجسد على جميع الاتجاهات و تصنيف الحركات و المجالات الحركية التي من المفترض أن تقوم بها التميمة ، مع مراعاة ال build mapping دائما.
4- electromecanics/ electronics engineer
و هذا فقط في حالة ما إذا سيتم تجسيد النموذج على أساس حركة روبوتية أو أوتوماتيكية .
في تميمة " لعيب " القطرية ، تم الاستعانة بفنان خبير في تحريك الدمى ، بينما في تمائم أخرى أيضا شاهدنا مهندسي علم الحركة ، Movement science engineers
في النهاية نريد توجيه رسالة لمصمم " قبطان " ، شكرا لك على مجهودك أخي لأنك حاولت ، و شكرا على المحاولة ، و الله لا حسد و لا بغضاء و بصحتك الجائزة أخي العزيز ،
نحن هنا فقط نقوم بنقد بناء من منظور علمي بحت .
لأن الخطأ ليس خطأك ، بل خطأ كل من يريد وضع صورة سيئة للجزائر من خلال تصرفات كهذه التي تروج للرداءة أينما كانت .
للأمانة العلمية و الأدبية هذا النص منقول من مجموعة 1001|tech على الفايسبوك و حسب الشخص الذي شارك الموضوع على المجموعة فإنه قد " تم كتابة هذا النص من طرف مجموعة من الشباب الجزائري ، كل واحد من إختصاص مختلف ، من مدينة واحدة من الجزائر العميقة و في عز البرد ، لا مأوى و لا سيارة و لا حتى مقهى للاستدفاء فيه ، مع ذلك اردنا توجيه هذه الرسالة العلمية بإختصار شديد جدا "
نحن في مدونة مقالات نتمنى نجاح دورة كأس إفريقيا لللاعبين المحليين في الجزائر و نتمنى التوفيق للشباب الجزائري ذو الكفاءات الكبيرة.
إرسال تعليق